مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
خطاب الزعيم في صافيتا [17
 
 
 
الـزوبعة،بوينُس آيرس،العدد40، 1942/3/1
 

 

(هو الـخطاب الذي ألقاه الزعيم في صافيتا، منطقة العلويين، في ديسمبر/كانون الأول 1936. ويجد القارىء في فقراته مبادىء سياسية واقتصادية عامة يدرك منها الـمرمى البعيد الذي رمى إليه مؤسس النهضة السورية القومية:)

 

أيها الرفقاء القوميون،

 

إننا قد تعاقدنا في الـحزب السوري القومي على أن نقف معاً دائماً، لأننا قد تعاهدنا على أن نرفع أمتنا إلى مصاف الأمـم الـحية. وقد تعاهدنا على السير معاً في معترك تنازع الـحياة والتفوق بين الأمـم لندافع عن حق أمتنا في الـحياة ولنبرهن عن جدارتنا بالتفوق. إننا قد تعاهدنا على أن نكون أمة حية مرتقية.

 

لقد مضى زمن طويل وليس لسورية إرادة في مصيرها أو في مصالـحها، وقد حان الوقت ليعرف العالم أنّ للأمة السورية إرادة في تقرير مصيرها ومصير مصالـحها وفي كل شأن من شؤون البحر الـمتوسط والشرق الأدنى.

 

أيها السوريون القوميون،

 

إنّ الـحزب السوري القومي قد نشأ من صميم الأمة ليعمل للأمة والدولة. وقد بدأ الـحزب السوري القومي عمله بـمعالـجة أعظم حاجة من حاجات الأمة السورية، ألا وهي الـحاجة إلى أساس واحد عام مشترك يشمل جميع مصالح الشعب السوري ويصلح لبناء صرح القومية السورية ونهضة الأمة السورية. إنه عمل لم تكن الفئات السياسية التي سبقت ظهور الـحزب السوري القومي لتتنبه له ولضرورة القيام به، ولذلك ظلت دعواتها إلى الاتـحاد القومي صيحات حيرة ذهبت أدراج الرياح. إنّ الدعوات إلى الاتـحاد كانت خلواً من فهم عوامل الاتـحاد وهي لذلك بقيت حبراً على ورق. إننا لم نقم منادين بوجوب الاتـحاد وضرورة الاتـحاد ولكننا درسنا أسباب الوحدة القومية في حاجات الشعب ومصالح الأمة وانتهينا إلى وضع مبادىء أساسية وإصلاحية تعطي الأمة حاجاتها وتؤسس مصالـحها. وما كدنا نفرغ من ذلك حتى ابتدأت القلوب تتآلف حول الأساس الواحد العام الذي يـمثل مصلحة الأمة السورية وإرادة الأمة السورية. هذا هو معنى مبادىء الـحزب السوري القومي ونشوء الـحزب السوري القومي الذي يجمع الآن صفوف الأمة في عقيدة واحدة ومصلحة واحدة وإرادة واحدة.

 

إننا لم نقم ناصحين بالاتـحاد، كما يفعل الذين يُحبّون أن يروا الشيء محققاً دون أن يدركوا أسباب تـحقيقه وطريقته. ولكننا قمنا نعمل لـمصلحة الأمة فحققنا الوحدة القومية على هذا الأساس.

 

إنّ في مصلحة الأمة التي يعمل لها الـحزب السوري القومي ضماناً لـمصلحة كل عضو من أعضاء الدولة السورية القومية. إنّ مصلحة كل واحد منا موجودة في مبادىء الـحزب السوري القومي وتتحقق بتحقيق هذه الـمبادىء.

 

أيها السوريون القوميون،

 

إنني قد دعوتكم إلى حل أساسي عام للمشاكل الداخلية التي أنزلت التفرقة والتشعث في الأمة فلبّيتم الدعوة، وها أنتم الآن شهود أحياء على أنّ الأمة السورية حية وأنّ الـمجتمع السوري مجتمع واحد.

 

إننا قد فرغنا في الـحزب السوري القومي من مشاكل التعصبات الدينية الـمنهكة، ولكننا لم نقف عند هذا الـحد، بل تقدمنا إلى تعزيز الـمصالح الـمتنوعة ضمن الأمة. فالفلاحون والـملاكون والصنّاع والعمال يرون في مبادىء الـحزب السوري القومي تـحقيقاً لـمصالح كل فئة من فئاتهم ضمن الـمصلحة العامة التي تؤمّن الكل. إنّ الـحزب السوري القومي هو الـحزب الوحيد في سورية وسائر الشرق الأدنى الذي أوجد النظام القومي للمصالح الـخاصة فجعل منها وحدة تامة، هي مصلحة سورية. كلنا نعمل لـمصلحة سورية وكلنا نشترك في مصلحة سورية.

 

أيها السوريون القوميون،

 

أنتم الـحزب الوحيد في سورية الذي انبثق من قلب الشعب ليخدم الـمصلحة العامة، ويلغي الامتيازات الـمدنية التي استعبدت الشعب لأغراضها، وقتلت شخصية الأمة في سبيل مصالـحها الشخصية.

 

أنتم القوة الوحيدة في الوطن التي لا تعمل لـحساب هذه الـجماعة أو تلك الـجماعة بل تعمل لـخير الأمة ومصلحة الدولة.

 

أنتم القوة الكامنة في البـلاد الآخـذة الآن في الـخـروج من مكامنهـا لتغيِّر مجرى التـاريخ.

 

إنّ انتصار الـحزب السوري القومي على كل الاضطهادات التي وجهت إليه لدليل قاطع على الفلاح القومي الذي نسير إليه. لقد انتصرنا على الاضطهاد ولم يبقَ علينا إلا الانتصار على الـمقاومة الرجعية الـمتلبسة بلباس الوطنية.

 

إنّ الرجعية تقاوم الـحزب السوري القومي، لأن الـحزب السوري القومي يريد أن يحرر الفلاّح من الرق والعبودية.

 

إنّ الرجعية تقاوم تقدم الـحزب السوري القومي، لأن الـحزب السوري القومي يطلب إنصاف العامل وإعطاءه حقه في الـحياة.

 

إنّ الرجعية تـحمل على الـحزب السوري القومي، لأنه يحرر أفراد الأمة من عبودية الانقياد الأعمى وسلطة الـمؤسسات العتيقة الفاسدة.

 

إنّ الرجعية تقاوم الـحزب السوري القومي، لأن الـحزب السوري القومي يحرر العامة من سيطرة الـمستثمرين والنفعيين.

 

إنّ الرجعية تقاوم الـحزب السوري القومي، لأن الـحزب السوري القومي يؤمّن مصلحة الـمنتج من أي صنف كان.

 

إنّ الرجعية تـحارب الـحزب السوري القومي، لأن الرجعية تريد أن تـحارب حربها الأخيرة.

 

أما نحن فإننا نحارب في سبيل مصالح الشعب الـحيوية وحياة الأمة.

 

لقد أراد الـمتلاعبون بـمقدّرات الأمة أن يصرفونا عن هذا الهدف العام بـمهاجمتنا من جهة قضايا كلامية لا نتيجة عملية لها، لكنهم باءوا بالـخيبة، لأنه ليس لنا وقت نضيعه في الـجدل الكلامي والـمماحكات السقيمة. إنّ مصلحة الأمة أمر مقدس عندنا وليس في العالم شيء يصرفنا عن خدمة الـمصلحة القومية.

 

أيها الرفقاء،

 

إنّ نهضتنا القومية هي الوسيلة الوحيدة لتأمين حقوقنا وصيانة مصالـحنا. وإنّ الوقت قد حان لإسماع العالم صوت نهضتنا وللدفاع عن حقوقنا ومصالـحنا. وإنّ أول حق من حقوقنا هو حق سيادتنا القومية. وإنّ أول مصلحة من مصالـحنا هي صيانة كل شبر من هذه الأرض الـمقدسة التي عليها نحيا ومنها نستمد موارد الـحياة.

 

إنّ هذه الأرض التي نعيش من خيراتها هي الآن مهددة من ناحيتين: من الـجنوب ومن الشمال. ففي الـجنوب، في فلسطين تتغلغل الصهيونية وتستولي على أراض خصبة تصلح لإعالة مئات الألوف من السوريين. ومن الشمال يستفحل الـخطر التركي على الـحدود ويحاول أن يخترقها ويستولي على بقعة أخرى من البقاع السورية الـخصبة الضرورية لـحياتنا وتقدمنا.

 

إني قد دعوتكم إلى القومية لنتحد ونصبح قوة فعالة فلبيتم الدعوة، وها نحن قد أصبحنا هذه القوة التي تخشاها الرجعية من الداخل وترهبها القوات الطامعة من الـخارج.

 

وإني أدعوكم الآن إلى الدفاع عن مصالح حياتنا القومية والوطنية ولست أخالكم إلا ملبّين فهل أنتم مستعدون؟ (هتاف ألوف القوميين من جميـع الـمذاهب: إننا مستعدّون.)

 

إنّ ثلاثين ألفاً من السوريين القوميين في لبنان، عدا عن عشرات ألوف الـمؤيدين والـمحبذين، يعدّون حدودهم الوطنية حدود سورية الـجغرافية وهم مستعدون للاندفاع نحو الـحدود عند حدوث أي خطر حقيقي. وإنّ ألوف السوريين القوميين الـمنتشرين في طول سورية وعرضها يقفون هذا الـموقف عينه، وما دام هذا استعدادنا وهذه عقيدتنا فالـحياة والتقدم لنا.

 

لقد مضى الزمن الذي كانت فيه تسوّى مشاكلنا ومشاكل الشرق الأدنى من قِبَل إرادات أجنبية تهمل مصالـحنا وإرادتنا، وقد جاء الزمن الذي بعث فيه الـحزب السوري القومي قوّتنا حتى أصبح لإرادتنا وزن في كل مشكل من مشاكلنا ومن مشاكل الشرق الأدنى عموماً.

 

إني أعلن أنّ الإسكندرونة أرض سورية ضرورية لـحياتنا وتقدم مصالـحنا، وإننا مستعدون للاحتفاظ بها مهما كلفنا الأمر.

 

وإني أعلن أيضاً أنّ كل قضية من قضايا الشرق الأدنى تكون لنا مصلحة فيها وتسوّى بإهمال مصالـحنا وإرادتنا تكون تسويتها فاسدة.

 

أيها السوريون القوميون،

 

إنّ الـحزب السوري القومي يرمي إلى حفظ حقوقنا ومركزنا في العالم، إنه يرمي إلى جعل وطننا مركز الثقل للحركات السياسية في الشرق الأدنى.

 

ولا شك أننا بالغون هدفنا لأن قوة السوريين القوميين قوة حقيقية.

 

إنّ يقظتنا قد أصبحت شيئاً محسوساً وعملنا يتجه بنا نحو الفلاح. وإني أعدكم بأننا سنعدّ في القريب العاجل مشروعاً يستغرق ثلاث سنوات.

 

إنّ ثلاث سنوات من العمل السوري القومي تكفي لتحقيق أول مشروع خطير من مشاريعنا القومية. إنّ مشروع ثلاث سنوات سيجعل الإرادة السورية القومية محترمة ونافذة.

 

أيها السوريون القوميون،

 

افعلوا واجباتكم واذكروا أنّ الوطن في خطر. إنّ العمل عظيم ولكن اذكروا دائماً أنّ قوتنا عظيمة.

 

تـمنطقوا وكونوا دائماً مستعدين. إنّ سورية والـمستقبل لنا!

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro